لن أعتبر ما قام به محمد أبو تريكة عمل بطولي أو أنه بطل أسطوري لأنه فقط أشار لقضية هامة تشغل بال الشعب العربي الذي هو جزء منه .
ولن نعطي الأمر أكثر من حجمه كما يحاول أن يفعل البعض ولكننا سنتحدث في مجال وفي إطار المكان الذي شهد – تعاطف – تريكة مع غزة كما أشار في " التي شيرت " الذي أظهره اللاعب المصري وهو يحتفل بهدفه الثاني في مرمى السودان .
تريكة كتب على التي شيرت الخاص به عبارة – تعاطفا مع غزة – وهو يتكلم عن – رجال ونساء وأطفال – تدهس كل يوم من عدو ليس له دين ولا وطن ولا له أي مبدأ ولا اي شئ أنه مجرد – نبت شيطاني – زرعته العاهرة الكبرى في الشرق الأوسط لسبب نعرفه جميعا ليس هذا مجال الحديث فيه .
في ملاعب الكرة أيضا وعلى مرأى ومسمع من العالم كله ومن لاعب ينتمي لنفس القارة التي نلعب فيها وفي منتخب نلعب كلنا على أرضه الأن هو – منتخب غانا – خرج علينا لاعب لا أتذكر أسمه ولا أريد أن أتذكر أسمه بعد أن أحرز هدف في أحدى مباريات كأس العالم رافعا علينا علم – الكيان الصهيوني – دون أن يلومه أحد ودون أن يتصل به رئيس الإتحاد الغاني لكي يقول له – عيب ما تعملش كده تاني – أحنا بنلعب كرة ؟؟
وخرج الرجل علينا بعد أن رفع – أكثر الأعلام إثارة للجدل والإشمئزاز على مستوى العالم – ليقول لنا أنه وجد – عندهم – ما لم يجده عند الجميع لقد رحبوا به كثيرا وأحتضنوه وتفاعلوا معه بشكل لم يجده في أي مكان أخر ولذلك وجد انه من الواجب عليه أن يوجه لهم تحية يراها الجميع حول العالم .
وقتها قالوا نحن نحترم هذا الشعور النبيل خاصة وأنه لم يسئ لأحد وقالوا أيضا – المباراة كانت قد أنتهت – وما فعله اللاعب مجرد تعبير عن الفرحة لا يمكن السيطرة عليه .
ولم يراعوا أو يفهموا أن هذا العلم هو علم – كيان – يحتل أرض ويقتل أطفال ويشرد رجالا ونساءا ولا يخاف من أحد ولا يخاف من شئ ولم يراعي أحد شعور أي عربي أو أي فلسطيني لسبب بسيط للغاية وهو أن العربي نفسه لا يخاف على شعور نفسه !
القضية ليست – تي شيرت نرفعه – مع أحترامي لما فعله تريكة .. ولكن القضية هي كيف يكون لنا كلمة يسمعها العالم ويخاف منها ويعمل لها – أي حساب – كيف يكون لنا كيان نستطيع من خلاله أن نوجه رسائلنا بصراحة وبعلانية دون الخوف من أحد أو الخوف على أحد .
القضية أكبر كثيرا من أننا فرحنا – بتعاطفنا مع غزة – وهم فرحوا بالرقص مع الكلاب على جثث موتانا .. القضية ببساطة أنهم كيان جرثومي جعل لنفسه كيان ومكان بفضلنا – أه والله بفضلنا وليس بفضل أحد غيرنا – وأكتفينا نحن بأن نجعل من كل من يقول كلمة حق أو يتحرك بأي شكل – بطل قومي – مع أنه وكما يقولون في مصر – ده أقل واجب !
مثلما رقص لاعب غانا .. مع علم الكيان الصهيوني أمام الملايين نحن أيضا نرقص معهم ولكن لا ندري .. وأعتقد أن معظمكم يعلم أننا راقصون مهرة على موسيقى الكيان الصهيوني !
أيها السادة ما فعله تريكة .. شئ يحترم .. ولكنه لا يعني أننا يجب أن نضخم الموضوع ونعطيه أكثر من حجمه لأنهم لم يعاقبوا تريكة ولن يعاقبوه .. وتعاملوا مع الوضع على أنه – تعبير عن الفرحة خارج عن الإطار – بينما هو يجب أن يصبح – فعل وتحرك ليبرهن تعاطفنا مع غزة وللأسف هذه ليست في أيدينا .. وللحقيقة .. ليست في أيدي زعمائنا أيضا لأنهم لا يقدرون عليها ولا يقدرون حتى على أن يفعلوا مثلما فعل تريكة ...!