غريب: ولكن لديه امل

عندما يجري أمام عينيك ماء الجداول الرقاق يتدفق بلحن عذب مع بزوغ الشمس الصباحية

في فصل الربيع بطلته الرائعة أو فصل الشتاء بنداه وطله ونسيمه الرائع وأنت تنقل خطواتك

بين أشجار النخيل والمانجو والليمون...جو رومانسي عجيب يحيط بك فلا تدري حيال هذا

الشعور أترقص طربا أم تنتشي فرحا إنها إحدى المناظر الخلابة التى أبدعها الخالق ( عزوجل)

في قريتي الحبيبة والتى أشتاق إليها في غربتي كل الإشتياق الذي يجعلني أفقد ذاتي فيه أحيانا

شوق يحرق القلب ويهيج الوجدان لا أدري هل أعود إليه مرة أخرى ؟ وأنا كعادتي أزرع

اقدامي في ترابه وارتشف من عبيره ألا ما أروع ذلك المكان وما أجمل سماه حقيقة رائقة


بكل ما تحمل هذة الروعة من معاني لا يشاركني شعورها ولا يحس بما أنا فيه إلا من تذوق

حلاوة الطبيعة وعرف جمالها وتحسس رونقها ولكن كيف يدرك هذا كله من عاش في وسط

المدينة ؟ بصخبها وعماراتها الشاهقة التى تحجب عنك شروق الشمس وغروبها....لا ألوم

دموع العين إن تدفقت غزيرة ولا ألوم القلب إن تأوه بزفرات حاره حارقة .....إن طعم

الغربة يحدث غصة في الحلق وحزن في الفؤاد وخصوصا في حالة فقد المعين والناصح

أو بالأحرى من يفهم الشخص ويسبر غوره وذلك لم نعثر عليه في بلاد الغربة وافتقدناه

بشدة فلقد كنا نعايشه في الوطن نرتشف من معينه العذب ونرتوي من زلاله كلما لفحتنا حرارة

الأحداث ونلتحف برداءه كلما هب علينا صقيع الأسى يخترق ضلوعنا وما إن وطئت أقدامنا

ديار الغربة وضعنا كل همنا في أن نجد الصديق الذي فارقناه كأننا فارقنا جزء من أرواحنا

وطال البحث ولكم تعثرنا في طريق البحث وجرحت الأشواك أقدامنا وغرست الخناجر نصلها

في قلوبنا ورغم عمق النزيف ركبنا زورق العزم وأصررنا على سلوك نفس الطريق الوعر

الذي بدأناه ولم نضع في تفكيرنا شدة الموج أو غضب البحر ولكننا في النهاية وجدنا أن

السفينة تكاد تغرق إذ أن الدماء قد إجتاحتها إلى النصف وأخترقت قمرة القيادة فيها واصيب

القبطان بعدها بصدمة عنيفة جعلته في حالة لا يستطيع خلالها أن يحسن التصرف في قيادة

السفينة في طريقها الصحيح واصبح الركاب كأنهم على كف عفريت ليس لهم سوى الدعاء

-للمولى عزوجل - كل هذا لعلنا نجد من اشتاقت له النفوس وتلهفت إلى لقاءه في خضم معترك

الحياة ولكن ها هو القبطان يعلن رحلة العودة فاقد الأمل في العثور على الجزيرة الحلم واصابت

الركاب حالة من اليأس المرير ولكن القبطان قال لهم مشجعا وهو يدرك أن لا فائدة من كلامه

هذا لأنه في قرارة نفسه يعتريه اليأس أكثر منهم فقال : لا تقلقوا سوف نغير مسارنا في طريق

العودة ربما نجد الجزيرة الحلم قبل أن نصل إلى حيث إبتدأنا وما إن أتم كلامه حتى ارتسمت

على بعض الشفاه إبتسامات عدة لم نفهم مغزاها لعلها شامتة أو مستبشرة أو إمتزج عندها

الحزن والأسى فصارت الإبتسامة لديها كالبكاء سواء بسواء وعاود القبطان قيادته للسفينة


مؤملا نفسه بأمل ليس له بارقة من نور حتى الآن ولكنها قدرة المولى - عزوجل - أراد

للإنسان أن لا يدخله اليأس مهما أحبطه الشيطان حتى يظل أمله بمولاه هو السراج الذي

يشعل دياجير ظلمة حياته المتضاربة ومن يدري لعله يحدث ما لم يكن في الحسبان ويجد

القبطان الجزيرة الحلم في طريق العودة من يدري ربما.....يحدث ذلك.......ربما .

.....من نزف قلمي المغترب